القرنية المخروطية 06/04/2013

القرنية المخروطية هي التوسع القرني المحوري غير التهابي المنشأ الأكثر شيوعاً، تتميز بترقّق القرنية في المركز او في المنطقة التي تتواجد حوله خصوصا في النصف السفلي من القرنية. يؤدي ذلك إلى قصر النظر، اللابؤرية غير المنتظمة مع تشكل مخروط في قمة القرنية.
القرنية المخروطية هي السبب الرئيسي لزراعة القرنية في المرضى اليافعين.
المسببات غير مفهومة تماما وربما لا بد من التفكير بكونه مرض متعدد العوامل. لوحظ وجود تاريخ عائلي إيجابي في 6٪ - 8٪ من الحالات، على الرغم من أنه من المرجح أنه إذا قمنا بدراسة طبوغرافيا القرنية عند أقارب مرضى القرنية المخروطية، فان هذه النسبة قد تكون أعلى من ذلك. في الحالات الأخرى، يظهر بشكل متقطع دون قصة عائلية إيجابية، مرتبط بأنماط وراثية اكثر تعقيدا ما زالت قيد الدراسة.
هناك أيضا حالات ناتجة عن حساسية العين أو فرك العيون بشكل مستمر.
يحدث هذا المرض عادة في سن البلوغ و يتطور و يزداد شدة على مدى السنوات العشر إلى العشرين المقبلة. معدل تطور المرض يكون عادة أكبر كلما كان المريض اقل عمراً.
الأعراض
في المراحل المبكرة قد يكون البصر جيداً، مع أو من دون تصحيح، والعلامة الوحيدة التي يمكن ان تدلنا على المرض هي صعوبة تقدير الخطأ الانكساري و وإعطاء وصفة النظارات للمريض.
في المراحل المتوسطة يعاني المريض من ضعف في حدة الأبصار و تلاحظ زيادة مفاجئة في اللابؤرية (الاستيغماتيزم)، والتي لا يمكن تصحيحها بشكل كامل مع النظارات. يلاحظ تحسن عند وضع العدسات اللاصقة الجامدة أو اللدنة الممررة للغاز. ونظرا لازدياد الاستجماتيزم، فإن المريض يحتاج إلى تغييرات متكررة في النظارات والعدسات اللاصقة.
عندما يكون المخروط متقدما جداً لا يتحسن البصر بالعدسات اللاصقة او النظارات بسبب اللابؤرية غير المنتظمة العالية، بسبب الشذوذ البصري المتقدم (aberration)، و بسبب ندوب القرنية الناتجة عن المخروط أيضاً.
اللابؤرية غير المنتظمة، على عكس قصر النظر وطول النظر، فإنها غالبا لا تزداد مع تقدم العمر. ولذا فمن المهم إذا كان هناك زيادة مفاجئة من الاستجماتيزم عند الأطفال أو المرضى الصغار، فلا بد من الذهاب إلى طبيب العيون لاستبعاد القرنية المخروطية كتشخيص محتمل.
من المهم جدا تشخيص هؤلاء المرضى في المراحل المبكرة، لأنه، مع تطبيق علاجات إبطاء تطور المرض، فإن تنبؤ القرنية المخروطية قد تغير كثيرا وانخفضت الحاجة لزرع القرنية.
العلاج
هناك خيارات علاجية مختلفة تبعا لتطور القرنية المخروطية.
بعض حالات القرنية المخروطية تكون معتدلة بما فيه الكفاية، على الأقل لبعض الوقت فتسمح بتصحيح البصر و بتقدم و تحسن الرؤية عبر استخدام النظارات. ومع ذلك، فالعدسات الجامدة او اللدنة الممررة للغاز والغاز أكثر فائدة في جميع الحالات، باستثناء الحالات خفيفة الشدة.
في الحالات التي يوثق فيها تطور و ترقِّ القرنية المخروطية، أظهر ربط الأنسجة التعامدي للقرنية (Collagen Cross-Linking) فعالية كبيرة في إبطاء تطوره.
زرع الحلقات داخل لُحمة القرنية يصحح تشوه القرنية الناتج عن المخروط.
في الحالات الأكثر تقدما، عندما تنخفض الرؤية إلى حد كبير أو عند وجود ندبات في مركز القرنية، فالعلاج المقدم في هذه الحالات هو زراعة القرنية، التي يمكن أن تؤدى حاليا بشكل انتقائي عبر زراعة طبقات القرنية المتضررة فقط، ما يسمى بزراعة القرنية أو رأْب القرنية الصفيحي/الصفائحي/الصّفاحي (زراعة "صفيحة" من القرنية، و بالتالي يكون جزئي الثخانة بدلا من كونه كامل الثخانة.
الإجراءات ذات الصلة
· (Specular Microscopy) المجهر البراق
· التصوير البصري المقطعي التوافقي (OCT) للجزء الأمامي للعين
Author
الدكتورة باولا بيرداغير
سجل نقابة الأطباء (COMB: 40.737)
أخصائية طب عيون
أختصاص في الشبكية والجراحة الانكسارية ومرض الساد